jeudi 19 août 2010
Lina Ben Mhenni écrit à la mémoire de mon frère ...

سيتهمني البعض بالفسق و يرميني اخرون بالكفر و قلة الحياء , و لكنا تبا لهاته الاقدار التي سلبتك الحياة ة تبا لدنيا لم تمنحك الوقت و الفرصة لتواصل خطواتك
اليه ...


رحلت و أنت لم تنل قبلتك الأولى
رحلت و أنت لم تراقص حبيبتك بعد
رحلت و أنت لم تعتل بعد خشبة المسرح التي لطالما حلمت بها
رحلت و أنت لم تكمل مداعبة كل أوتار القيتارة
رحلت و أنت لم تضع بقية فصول الرواية
رحلت و أنت لم تتسكّع بعد في الشوارع الخلفية للعاصمة
رحلت وأنت لم تعاقر خمرة الحانات الشعبية للمدينة القذرة
رحلت رحلت رحلت

تبا لأقدار لم تمهلك تبا لأقدار لم تقدّر تميّزك و لم تحترمه

كان لقاؤنا واحدا و لكنّ ابتسامتك المتفائلة أبت إلاّ أن ترتسم في ذاكرتي إلى الأبد
أراك الان تبتسم للأقدار ساخرا و كأنّك تقول لها
لقد انتصرت فأنا لازلت في ذاكرة كلّ من عرفت


بنيّة تونسية\لينا بن مهنّي

1

mardi 17 août 2010
إذ قال ليَ الحكيم ...

تذّكرتُ ...

ليالي غربة الرّوح الشّريد

أشهُرٌ من تمرّد النسيان المقيت

في بيت صغير كئيب

تهرّبت، تغرّبت، تغيّرتً، كرهت، عصيت، تماديتُ

تسلّقتُ تمثال القوة، تعثّرتُ، ارتبكتُ، صمدتُ، مللتُ، اندثرتُ، تواريتُ

بكيتُ ...

بكيتُ قليلا ثمّ شُفيتُ

استقمتُ، ابتسمتُ، ضحكتُ كثيرا و تعافيْتُ

عُدتُ

كان المشهد الأخير من الفصل الأخير

صُعِقتُ، صمتتُ، تألّمتُ، وددتُ لو بكيت

تذكّرتُ النسيان

لم أنسَ الذّكرى

رأيتُ صورًا

تصفّحتُ أوراقًا

أحرقتُ آلافًا

بكيتُ أضعافًا

من دمعي ارتويت

و ولّيْتُ مرهقةً من الأشياء و الأسماء و الأصوات و كلّ المقامات

أثقلتني المفاجآت

فاجأني نفور العبارات

كرهت أدقّ تفاصيل الحياة

ابتعتُ ذاكرة جديدة بقَدَرٍ من دماء ذاكرتي الأمّ

إذ قال ليَ الحكيم اشتري بِمُرِّ ما فاتَ عذبَ ما هو آتٍ


0