mercredi 7 décembre 2011
سؤال غبيّ؟؟
• إلى معتصمي باردو 1 : جمعتكم الجنسية وفرّقتكم النزعة الإيديولوجية، فهل سنراكم موحّدين الصفّ على مصلحة تونس قبل أن تلاقينا المنيّة حسرة من بيعنا للقضيّة؟؟

• إلى راشد الغنوشي : لو كنت حقّا تعتقد أنّ القضية الفلسطينية شأن محدود الأهميّة وعلى الأرجح ألاّ يأخذ مكانة دستورية فعليك أن تدلّنا على من نصّبك ناطقا باسم شعب تونس الأبيّة؟؟

• إلى المنتقبات المناديات بالفصل بين الجنسين : أن تطالبن باحترام حريّتكنّ الشخصية أمر طبيعيّ ولا يفسد للديمقراطية قضية، لكن أن تنسينَ أنّه لولا اعتلاء بنات جنسكنّ أعناق الشبّان لرفع اللافتات يوم 14 جانفي لما تمكّنتنّ من فرض وجودكنّ، فهذا نكران للجميل يتنافى مع قيمكنّ الإسلامية ! فمتى ترفعن أياديكن عن الجامعة التونسية؟؟

• إلى شعوب "فايسبوك" : كفّوا عن المزايدات بـالوطنية واعتبار تفرّغ العباد لدراستهم وعملهم ومشاكل حياتهم اليومية بيعا للقضية.. فمنذ متى كان "النضال" يتلخّص في التقاط الصّور في الإعتصامات والمظاهرات والمسيرات السلمية؟؟

• إلى من تهكّموا على المعارضة بمناداتها "بجماعة الصفر فاصلة واحد بالمائة" : إذا ما طرحنا صفر فاصلة واحد بالمائة من مجموع مائة بالمائة في عملية حسابية بسيطة لتوصّلنا إلى نتيجة 99.9 بالمائة.. رقم ليس بغريب.. فهل أنتم من كان ينتخب بن علي طيلة 23 سنة؟؟

• إلى المواطن "الزّوالي" الذي يكدح من أجل قوت أولاده في كلّ الظروف والمستجدّات: متى ستعرف كم أهواك يا رجلا (ويا امرأة)؟؟

***

كلمة حق
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

3

الجامعة التونسية بين التّفكير والتّكفير والسّياسة.. الرّشيدة


كليّة الآداب والفنون والإنسانيّات بمنوبة، ذلك الحرم الجامعي المتين الذي يُشهد لمواقفه ونضالاته الطلاّبية الضّاربة في القدم.. كليّة الآداب حيث الإضرابات عن الطعام على خلفية المطالب النقابية.. كليّة الآداب حيث "الساحة الحمراء" معقل الاجتماعات العامّة.. كليّة الآداب حيث الإيقافات البوليسية التّعسفية والصّمود الطلاّبي.. كلية الآداب حيث الحزام الطّلابي المتماسك الذي قال عاليا "لا للبنفسجي في جامعة منوبة" وبذل النفيس لعدم التفريط في مقاعد المجلس العلميّ لطلبة حزب التجمّع المنحلّ.. كليّة الآداب حيث دوّى شعار "جامعة شعبية.. تعليم ديمقراطي.. ثقافة وطنية" حين كان للكلام معنًى وللموقف الحرّ ضريبة.
تلك الشعارات الثورية إلى حدّ النخاع ما كانت لتعتقد مرّة واحدة أنّ ثورة ستقوم في البلاد.. وما كانت تعتقد ثلث مرّةٍ أن يحلّ بالجامعة ما حلّ بها اليوم بعد الثورة وقد تحقّقت.. فساسة اليوم يتجوّلون من ركن إلى آخر لنشر خطاباتهم وربّما لفرضها.. يسجّلون الحضور في كل الاجتماعات والجمعيّات والتّجمعات والمجتمعات الخليجيّة منها والأوروبيّة.. لم تسلم منهم حرمة الجوامع وحتى الجامعات رغم عدم الإجماع الشعبي المزعوم على... رشدهم.
وكانت حلقة أخرى –وليست الأخيرة على الأرجح- مع الجامعة التونسيّة... نجحوا مبدئيا في تجزئتها بين مفكّرين ومكفّرين.. "الأخ" ينادي بإزالة الفكر الماركسي "العاهر" و"الملحد" من البرنامج الدراسيّ و"الرّفيق" يندّد "بالسلفية" و"الرجعية" و"التخلف".. وليتهما توقّفا عند الكلام الذي أصبح بفضلهما يوم اجتمعا على قول "خبز وماء وبن علي لا" مُباحًا ! هذا يمارس التكفير والآخر يدّعي التفكير وكلاهما بيادق شطرنج في أيادي.. الرّاشدين !
كم سنشتاقك أيّتها الساحة الحمراء لو أضحى منتهى كسرك للمحظور التّنديد أو الدّعوة للنقاب.. كم سنشتاق إليك أيها الصفّ الطلابيّ لو حُكم عليك بأن تنقسم إلى مسلمين وأقلّ إسلاما ومستسلمين ومسالمين.. كم سنشتاق إليك يا فلسفة لو آمنت بأنّك كافرة.. وكم سنشتاق إليك يا شريعة لو كفرت بيُسركِ.. وكم سنشتاق إليك يا سياسة لو أصرّيت على تسييس الجامعة..
كليّة الآداب بمنوبة ليست ويا لأسفي مثالا منفردا عن الرّجوع على الأعقاب.. أعقاب غمس الجامعة في لون واحد.. أعقاب خنق بوادر الوعي السياسيّ.. أعقاب تمرير الديكتاتورية تحت شمّاعة "الشغب الطلابي".. أعقاب التجمّع المنحلّ القابع في السياسة.. الرّشيدة.. ويا لعاقبتنا..

1

lundi 5 décembre 2011
"البوب" اعتدى على ابنة السنتين بوحشية..

مرام الناصري أصغر جرحى الثورة سنّا

"البوب" اعتدى على ابنة السنتين بوحشية..


طفلة هي في عمر الزهور.. ابتسامتها بالكاد تعتلي شفتيها الرقيقتين فهي لا تضحك ولا يعلو صوتها كأقرانها.. حياتها مهدّدة بانقطاع التنفس في كلّ لحظة.. صدرها الصغير يرتفع كلّما غطّت وجهها آلة التنفس الاصطناعي.. موعدها اليومي مع هذه الآلة بات بمثابة الكابوس الذي يتربّص بمرح طفولتها.. كابوس تصرخ فزعا من رؤياه فيتضاعف همّها ويحدّق برئتيها الخطر، ثم سرعان ما تهدأ وترضخ لذاك "الاختراع" المكلف والثقيل على هيكلها الصغير وتستعيد نسق التنفس العادي لسويعات لتخلد أمّها زينة إلى شيء من الراحة وتحدّق هي في سقف الغرفة بعينيها المتعبتين إلى أن يلاعب النوم جفنيها المثقلتين بدموع الألم.
أقرانها يبكون لعدم رضوخ والديهم لشراء بعض الحلوى لهم أو لفقدان قطّة اعتادوا اللعب معها.. أقرانها دأبوا منذ أشهر قليلة على الخطو فالمشي فالركض فلعب لعبة "السّباق" و"الحُلّيلة" و"الغمّيضة" و"الكارِي".. لكنّ مرام الناصري طفلة الربيع الثاني وبضع أشهر لا يُسمع لها صراخ لغير الألم ولم يسمع صوت خطواتها المبتدئة منذ يوم 9 جانفي وقد تسبّب لها بوليس بن علي في شلل على مستوى الرجلين.
أنبوب الغاز يستهدفها ورصاصة القناص تغتال منقذها
أمّها زينة عاملة الحظائر لم تدّخر جهدا لمحاولة إنقاذها مرارا من الشلل وقصر التنفّس.. باعت كلّ ما لديها من أثاث بسيط لتسدّد جزءا ضئيلا من مصاريف علاج مرام التي تقدّر بمئات الدنانير.. زينة مازالت تذكر تفاصيل الاعتداء على طفلتها في حي الزهور بولاية القصرين، ذلك الحيّ الذي استشهد فيه عدد كبير جدّا من الشباب الذي خرج للاحتجاج على نظام بن علي ولحماية ممتلكاتهم وأعراضهم من بطش بوليس "البوب" الوحشي الذي بثّ في المنطقة الرعب وقتّل السكان واغتصب النساء.
يوم 9 جانفي على الساعة الخامسة مساءً كانت زينة عائدة من مستشفى القصّاب بالعاصمة تحمل مرام في حضنها وتمسك بيد ابنتها يسرى التي تشكو من مرض في رجلها.. اعترضتها مسيرة حاشدة بالمنطقة ولم يكن الأمر غريبا عليهم خلال ذلك الأسبوع وقد استبدّ بهم القمع البوليسي وقرّر المتساكنون المواجهة حفاظا على كرامتهم وتوقا إلى معانقة الحرية.. زينة كجلّ المتساكنين هناك، فقدت في تلك الفترة عددا هاما من أقاربها وأبناء جيرانها ولم تعد الموت تخيفها كثيرا.. زينة كجلّ متساكني تلك المنطقة لم تكن تخفى عليها مدى وحشية أعوان الأمن المنتشرين بكثافة في القصرين، ولكنّها أبدا لم تكن تتصوّر أن الأطفال لن يسلموا من حمام الدّم..
يداها كانتا ترتجفان ذعرا وغيضا عندما كانت تتذكّر كيف رمى أحد الأعوان ابنتها طفلة السنتين بأنبوب الغاز المسيل للدموع ليرتجف جسد الصغيرة بين يديها ويغمى عليها وسط هلع الجيران والحالة الهستيرية التي أصابت أمها.. "حينها اقترب منّي شاب من بين المحتجّين.. لم أكن أعرفه ومازلت أتذكّر وجهه إلى اليوم.. أراد إنقاذها بنقلها إلى المستشفى فباغتته رصاصة القناص ليلقى حتفه على عين المكان وتسقط ابنتي أرضا من بين يديه.. ابنتي الرضيعة سقطت أرضا بين دماء تسعة شبان ماتوا في نفس المكان من حي الزهور.. لم أكن متأكّدة من كونها ما تزال على قيد الحياة وسط حمام الدم الذي أحاط بها والمادة البيضاء التي انسدلت من فمها المزرقّ والصمت المفاجئ الذي بقيت عليه بعد أن أصابها أنبوب الغاز.. أحد الجيران حملها وقصدنا مستشفى القصرين تاركين حالة الهلع وسط الساحة الكبيرة وحاملين معنا الذعر والخوف والانشغال على مرام التي بدا وجهها أبيضا شاحبا كالأموات..".
الدولة تدير ظهرها عن العائلة المنكوبة
في المستشفى التُـقطت صور لمرام مُحاطة بعدد هام من الآلات الاستشفائية.. هذه المعدّات التي غطّت كامل جسدها الهزيل تكبّدت والدتها زينة ووالدها المنسي كامل مصاريفها، فالدولة لم تصرف لهم سوى 3 ألاف دينار ولم تتحصّل على أكثر من 800 دينار من الإعانات بينما فاق ثمن آلة التنفس الاصطناعي الواحدة السبعة ألاف دينار كما أوضحت لنا زينة بكلماتها البسيطة "أتقاضى 200 دينار شهريا من الحظيرة وأسدّد بها أقساط آلة التنفس على مدى 3 سنوات".
أمل إعادة الحياة لمرام اليوم وارد ولا ينقصه سوى الدعم الماديّ حتّى يغدو واقعا يسعد والديها وإخوانها الخمسة الذين هُمّشوا وسط عائلتهم المعوزة نظرا لانشغال أبويهما بحالة أختهما المصابة وما تتطلبه من تنقل دوري بين العاصمة والقصرين ومصاريف طائلة ومجهود إضافي، فالعلاج الطبيعي الذي يعدّ حسب طبيبها المباشر، مرحلة أساسية لا غنى عنها طيلة ثلاثة3 أشهر يقدّر بـ 15 دينارا مقابل الساعة الواحدة في المصحة الخاصة. إذ تمّ الإذن بخروج الطفلة من المستشفى العسكري المجهّز بمعدّات علاجها، بتعلّة الخوف من إصابتها بعدوى الأنفلونزا، ما جعل زينة تبحث دون جدوى عن سبل الحصول على ثمن حصص العلاج بالمصحة الخاصة.
زينة على بساطتها تلتزم بتعليمات الدكتور الذي أكّد أنّ مرام لا يمكنها الخضوع قطعا للتخدير من جديد لأنّ جهازها التنفسي ضعف كثيرا بعد كمية الغاز الكبيرة التي استنشقتها ولم يبق لها من حلّ سوى العلاج الطبيعي.. ورغم شكرها لعديد الأطباء على حسن تأديتهم لواجبهم، إلا أنها تقول إنها كانت تتوقع من الإطار الطبي معاملة خاصة لطفلة "ملاك" أصيبت عمدا وبوحشية لا توصف في ثورة الكرامة وابنة حيّ لم يبق أحد لم تطله يد الديكتاتور فيه بين شهيد وجريح ومصاب وشهيد حيّ: "ابنتي أصغر الجرحى سنّا بعد الشهيدة الرضيعة يقين التي ماتت في نفس المكان وفي نفس التوقيت الذي تمّ الاعتداء فيه على مرام وأنا حقّا أريدها أن تحيى وأراها عروسا جميلة وأسرد عليها وعلى أطفالها ما عاشته أمّهم من ويلات أيام الثورة.. أنا في حاجة إلى كل تونسية وتونسي بعد أن خذلتني الدولة".

1

من ينقذ لُجين من الموت بعد أن تلاعب بها السياسيون؟؟



قد يعتبر كبار المسؤولين بوزارتي الصحّة والشؤون الاجتماعية الحالة الصحيّة للطفلة لجين الغزواني ملفا للدراسة كغيره من الملفات المغبرّة بين رفوف مكاتبهم والتي لا تعدّ استعجاليه وسط ضوضاء المرحلة الانتقالية ومهرجان تشكيل الحكومة الجديدة ومقترحات الأشخاص المناسبين للحقائب المناسبة. وقد يتصوّر رجال المال والأعمال أنّ إنقاذ هذه الصغيرة المصابة بسرطان خبيث تحت رئتها اليسرى ورقة خاسرة تكلّفهم تقديم إعانات تقارب قيمتها ثمن رحلتهم للرياضة الشتوية بالخارج ولا تدرّ على حساباتهم البنكية بمرابيح لاحقة.
وربما ارتكز سليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحرّ على المثل الفرنسي القائل "لا ترمي نقودك من النافذة" عندما قدمت كاتبته لزيارة لجين في منتصف الليل ووعدت عائلتها بتكفل الرياحي بكل مصاريف رحلتها الاستشفائية إلى الخارج والتي لا خيار أمامهم سواها لتتعافى ابنتهم لولا أن قيمتها تقدّر بمائتي ألف دينار تونسي وأن سليم الرياحي تراجع ونفث عهده وخذل حلم الطفلة في الشفاء وهي التي صارت تناديه "عمّو سليم".
غياب المعدّات الطبية يكلّف العائلة 200 ألف دينار
"اتصلت بي جمعية إماراتية وطلبت منّي تمكينها من كلّ الوثائق والملف الصحي لتبنّي حالة لجين، ولكنني أكّدت لهم أن ابنتي صارت في أيادي أمينة وأن رجل أعمال اسمه سليم الرياحي اتصل بنا ليتكفل بعلاجها.. قلت لهم اصرفوا المبلغ لطفل عليلٍ آخر ولم أكن أتصوّر أن الرياحي سيخذلنا بعد كلّ تلك الوعود والتأكيدات على صدق نيته في مساعدتنا". هكذا حدّثتنا نائلة والدة لجين بكل أسى عن باب الأمل الذي فُتح في وجه صغيرتها الجميل رغم ما فعله به المرض، ثم سرعان ما اقفل دون سابق إنذار أو تفسير، "اكتفى عماد قاسم كاتب سليم الرياحي بقول: توجّهوا إلى الشعب الكريم ليساعدكم".
نجيب والدها كان يتتبع خطواتها بكل حذر وهي تمرح على بساط غرفة الاستقبال ويرمقها بنظرات حبّ قد لا تستوفي اللغة عمقه وصدقه.. كلامه أحاطت به هالة من عزّة النفس والرفعة والأبوّة وهو الذي رفض التوجّه إلى البرامج التلفزية الإجتماعية لطلب العون من الشعب التونسي جازما أنّ إغاثة المريض فعل يقدم عليه الإنسان دونما حاجة إلى الأضواء. نجيب انقطع عن عمله وصار يخصّص كل وقته لابنته منذ اكتشف مرضها في شهر جوان الفارط بعد تشخيص طال أمده وكلّف الطفلة عناء تناول أدوية لا تناسب حالتها الطبية. سؤال واحد كان يكرّره كلما بادر بالكلام "هل ابنتي مواطنة تونسية كعامّة المواطنين أم لا وأين هم رجال الأعمال التونسيين والأجانب من ألمها وعذابنا وأرقنا وعجزنا؟" فهو يقرّ بأنّه يشعر بالعجز أمام فلذة كبده ويتوقّع أن يقتله تأنيب الضمير لو ازدادت حالتها توعّكا.
لم يترك جهة رسمية معنية –نظريّا- بالملفّ ولم يتوجّه لها أو يراسلها بنداء استغاثة. فقد راسل كلّ من وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل يوم 5 سبتمبر 2011 ولم يتلقّ ردّا إيجابيا ولا سلبيا إلى هذا اليوم.
أين "ملائكة الرحمة" من الرحمة؟
ورغم أن وضعية العائلة محفوفة بالمشاكل الصحية والمادية فإنهم لم ينعموا إضافة إلى كلّ ذلك بشيء من النبل والإنسانية من قبل بعض من لقّبهم العالم بـ "ملائكة الرحمة"، إذ أكّد لنا نجيب أن مراسلات الأطباء الأجانب -الذين أرادوا المساعدة ولو بالنصح وتسهيل إجراءات السفر- إلى طبيبة لجين المباشرة قوبلت بالتجاهل والغيظ الشديد "وعندما توسّلتها أن تجيبهم لأنها أدرى منّي بحالة ابنتي أجابتني بأنّهم أطباء وليسوا "حمّاصة"."
"ملائكة الرحمة" الفرنسيين لم يقلّوا "رحمة" عن التونسيين أيضا، إذ أنّهم اشترطوا دفع مبلغ 200 ألف دينار مسبقا لمعالجة لجين متذرّعين بعمليات التحيّل التي قام بها بعض المرضى التونسيين هناك عندما فرّوا من المستشفيات الفرنسية قبل سداد مستحقات الأطباء.

"الحرقة" هي الحلّ !
لجين اليوم تخضع لحصص علاج كيميائي بمستشفى صالح عزيّز بالعاصمة ومن الضروري أن تنقل إلى أحد المستشفيات الفرنسية لتقوم بعملية جراحية تخلو مستشفياتنا التونسية من معدّاتها وإطاراتها الطبية المؤهلة لمثل هذه التدخلات الجراحية رغم ما روّجه نظام بن علي من أكاذيب حول تطوّر جهاز تونس الطبي أكاديميا وتقنيا.
وإن كان عهد بن علي قد ولّى وانتهت مدّة صلوحيته، فإن الدولة التونسية مازالت قائمة ولجين منذ قذفها رحم والدتها إلى هذه الحياة وتنفست أولى نسائم هذا الوطن أضحت مواطنة تونسية ومن الواجب على هذه الدولة التي أعطتها الجنسية، بحكومتها وشعبها، أن تعيد لرئتها العليلة التنفس من جديد خاصة وأن أبواب الانتهازيين أوصدت أمام عائلتها وأنّ والدها صار يفكّر جديّا في خوض مغامرة الهجرة السرية مع ابنته طفلة الأربع سنوات اعتقادا منه أنّه لم يعد يمثّل للدولة التونسية الكثير وأن شعب ما وراء البحار يولِي المريض أكثر قيمة ويقدّم له يد العون، وإن كلّفه الأمر السجن والترحيل إلى تونس "نحرق" والمهمّ أن يعالجوا ابنتي.. وإمّا أن يعيش كلانا أو يموت كلانا".

0

lundi 21 février 2011
بعد ما اتخذّ شرا مُكحلة ؟؟؟؟

لماذا تتزامن اشاعة خبر وفاة الرئيس السابق بن علي، لا أسف عليه، مع تأكيد الحكومة اصرارها على محاكمته بكل حزم و اسنادها تهما أخرى له تفوق وطأتها التهم الاولى الموكولة له ... أكلّ هذا و الكثير منّا مازال يولي الطاعة للحكومة الانتقالية المتواطئة مع النظام السابق بملاحظة حسن جدّا و لا يخجل من نفسه و لا يأبه لدماء شهداء وطنه العالقة بجدران البلاد أبدا، و يتجرّأ على السخرية من المعتصمين لاسقاط أشلاء النظام المتبقية و المطالبة بمجلس تأسيسي و حكومة لم يدنّس أفرادها التجمع؟

0

dimanche 20 février 2011
معمّر يودّ لو يُعمّر، لكنّ الشعب لن يحرمه من عُمرة

سوف أتكلّم عمّن لا صوت لهم و قد قطع لهم الجلاد حبالهم الصوتية ... عمّن لا مدونات لهم وقد قطع الرقيب خيوط البلاد السلكية و اللاسلكية و الاقمار الصناعية ... عمّن لا فكر لهم و قد ميّع الحاكم مناهجهم و دروسهم الاكادمية ... عمّن لا شغل لهم وقد شغلهم الدكتاتور بأحاديث صالونات الحلاقة و المقاهي الشعبية ... عمّن أريقت دماء اولادهم، عمّن ثكلت امهاتهم، عمّن عُدّبت أجسادهم، عمّن عوملوا كالقطعان، عمّن خافوا من اذان الجدران و استكانوا للاذان و اعتبروه مفرّا ...

اليك ايّها الشعب الليبي العظيم

أنت عظيم لانك تصارع الكائن العجيب القذافي
فعلا و كما قال ابنه الذي لا يقل عجبا عن أبيه "ليبيا ليست تونس" ... علّلها بالقبلية و العروشية الكائنة في ليبيا، و برّرها "بالبطرون" (بترول\نفط)الذي من شأنه أن يتحكم في تقسيم البلاد الى بلدان عديدة ان وقعت "الكارثة"\تحقق "الحلم" و سقط النظام

أقول : كفاك استبلاها لعقول الناس يا عميد الحمقى ... ألا تتعظون ؟ أتحبّذون نهايات الذل و الطأطأة ؟ ليبيا ليست تونس لأن حاكمها زعيم الارهابيين العرب، لأنه أكثرهم حيوانية، أشدهم غباء و أعظمهم رجعية. لأن شعبها محدود الامكانيات الذهنية، بفعل فاعل لا لأسباب خلقية، لأنهم يدرّسون الأبجدية في المعاهد الثانوية، لأنهم مقسمون الى ذكور و اناث منذ الاقسام الابتدائية ... وا أسفي عليك يا معمّر، فالجهل لا يفسد للثورة قضيّة

يتحدّث سيف الارهاب عن المدمنين و ينسى عقيد المدمنين
يتحدث عن المسلّحين و ينسى صواريخ الجلادين
يتحدّث عن المفسدين و يختم بالقول أن معمّر سيعمّر في ليبيا الى اخر رصاصة
لكن الشعب عزم على النصر الر اخر قطرة دم
و سوف يهديه ... عُمرة

0

jeudi 17 février 2011
الدين و الثورة ... ترى من كان الأسرع؟
تجاوزت باب الجامعة بعد غياب شهر و نصف شهر لدواعي وطنية، فثورية، فأمنية. اعترضت طريقي وجوه لم أكن لأتعرّف عليها لو لا احتكاكي بها طيلة سنوات. اللحي غطّتها و القمصان الفضفاضة غيّرتها و الجلابيب نكّرتها و غضّ الابصار فاجأها على حين ... ثورة، ففاجأني. المطالب "الدينية" الفورية استرسلت من أفواهها النتنة صمتا امتدّ لسنوات و سنوات كصمت القبور أو جرّاء الهتافات خلف الدكتاتور... نتنت أفواههم جبنا أو "تبنديرا" فطهّروا مظهرهم و نادوا "خلافة خلافة" ... بحّت أصواتنا و تكسّرت ضلوعنا و ازرقّت وجوهنا و جاعت بطوننا و "قُطفت رؤوسنا حين أينعت" حتى يرتدي كل من ارتأى في نفسه الدناءة ثوب الرّاهب و يطالب و يطالب باسم ... الشعب ؟؟ من هو الشعب؟ تراهم شاركونا الثورة بالدعاء لنا أو بالحسبنة على من أولوا له الطاعة قبل شهر و يومين( و التاريخ لا ينسى المتواطئين)؟؟ لن أجيب، فهذا السؤال مشابه ل "و هل في الله شكّ؟" ...

يركبون سفينة الثورة حاملين بطاقات عبور دينية لتبرير تأخّرهم، فلا يحاسبهم الربان عمّا مضى في ماض قريب و يقترحون عليه ترك القيادة لهم أو يكرهونه على ذلك و نقف نحن متفرجين و دماء شهداء الوطن لا تزال عالقة بنا ؟ هل كان الإسلاميون أكثر من قُمعوا في عهد الزين ؟ هل أن من ذاقوا الأمرّين من طلبة و محامين و حقوقيين و نقابيين و سكارى و معطّلين كانوا بمندوحة عن الجلادين؟ هل نتركهم يلعبون دور حماة الحمى و الدين و نقف وراءهم موالين أو مكرهين؟؟

1